تحرك خليجي قوي لوضع حد لـ"حسابات التواصل" المسيئة المعروفة بـ"الذباب الإلكتروني"
بهدف التصدي لمحاولات زرع الفتنة والتفرقة بين شعوب المنطقة
بدأت دول الخليج العربي بتحرك جاد لوضع حد للحسابات المسيئة والتي تعرف بـ"الذباب الإلكتروني"، بهدف التصدي لمحاولات زرع الفتنة والتفرقة بين شعوب دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال رئيس المؤسسة القطرية للإعلام حمد بن ثامر آل ثاني إن ما يدور على شبكات التواصل الاجتماعي الخليجية يهدف لنشر الفتنة والتفرقة.
وأضاف: "انتشرت حسابات مجهولة المصدر تهدف إلى نشر الفتنة والتفرقة بين شعوب دول الخليج، وإثارة الشكوك في وحدة النسيج الاجتماعي الخليجي، في الوقت الذي تشهد فيه مسيرة مجلسنا الخليجي مزيدا من التلاحم والتكاتف".
ودعا إلى "تضافر الجهود والعمل الدؤوب على كل المستويات الرسمية والأهلية، للتصدي لمثل هذه الحسابات المجهولة والمسيئة، والعمل على كل ما من شأنه تعزيز مسيرة مجلسنا الخليجي، وبما يحقق الأمن والاستقرار والازدهار لدولنا وشعوبنا الخليجية الواحدة".
كما دعا رئيس المكتب الوطني للإعلام ورئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، الشيخ عبدالله آل حامد لمكافحة الذباب الإلكتروني.
ونشر آل حامد عبر منصة "إكس": "الرد على السفيه ليس من الأدب العربي، ولا مكان للذباب، أرجو منكم حظر كل من يسيء لأي عربي أينما كان، إيماننا بأصالتنا وعروبتنا هو ما يمنحنا هذا الدافع، كلهم نفس الأشخاص، يعيدون إنشاء حسابات للنميمة والتفرقة، مهنة مسلية تملأ الفراغ أحيانا، صيد الذباب".
من جانبه، أكد المستشار الدبلوماسي لرئيس دولة الإمارات أنور بن محمد قرقاش أهمية التصدي للحسابات المسيئة للدول الخليجية الساعية لنشر الفتنة.
وقال قرقاش في تغريدة عبر منصة "إكس": "جهود مهمة وجادة للتصدي للحسابات المسيئة لدولنا الخليجية والساعية لتحقيق أهداف مختلفة عبر نشر الفتنة وخلخلة النسيج الاجتماعي الخليجي".
وتابع: "دعوة نبيلة ومبادرة حكيمة لمعالي تركي آل الشيخ ومعالي عبدالله آل حامد تعكس الحرص المشترك للتوعية بأهمية المشاركة لمكافحة هذه الظاهرة الخبيثة".
وفي السياق، أعلنت جمعية الصحفيين الإماراتية، الأحد، دعمها حملة مكافحة الذباب الإلكتروني التي أطلقها رئيس المكتب الوطني للإعلام وذلك في إطار التعاون بين المكتب والجمعية لنشر المعايير المهنية وترسيخ القيم الوطنية ومكافحة الذباب الإلكتروني الذي يعد أحد أخطر آفات العصر.
وقالت رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية فضيلة المعيني، بهذه المناسبة، إن الجمعية تعمل على التنسيق والتفاعل مع المؤسسات الإعلامية "لدعم الحملة الوطنية لمكافحة الذباب الإلكتروني الذي يمارسه الحاقدون وضعاف النفوس الناقمون على نجاح الدول والمؤسسات والأفراد والذين يسخرون حسابات وهمية لنشر معلومات مغلوطة وقيم وأفكار هدامة في محاولة منهم لتشويه النجاحات والإنجازات التي تحققها الدول والأفراد والمؤسسات".
وأوضحت رئيسة جمعية الصحفيين الإماراتية أن إطلاق الحملة من قبل المكتب الوطني للإعلام يؤكد "حرص الدولة وسعي القيادة الرشيدة لتعزيز الأمن ونشر الاستقرار في كل دول المنطقة وإعلاء قيم التسامح ونبذ الشائعات والفتن من خلال العمل على تطبيق المعايير المهنية ونشر القيم الصحيحة ومواجهة كل الأعمال الإرهابية والأفكار الهدامة التي يمارسها الحاقدون وأعداء النجاح".
ودعت المعيني المؤسسات الإعلامية المحلية والخليجية والعربية إلى تبني هذه الحملة الوطنية نظرا لدورها المهم في مواجهة الحسابات المزيفة والمبرمجة لنشر معلومات مغلوطة لهدم قيم وأخلاقيات المجتمعات ونشر الفوضى والإساءة إلى الشخصيات العامة والناجحة لافتة إلى أن الوعي أقوى سلاح لمواجهة هذه الآفات.
وكان رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية تركي آل الشيخ قد لفت إلى الانتشار الواسع للحسابات الوهمية على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تروج للإساءات وتثير الفتن بين شعوب الخليج.
مصطلح “الذباب الإلكتروني” يستخدم في توصيف مثيري الحملات الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة منذ عام 2017 مع افتعال العديد من الحملات المسيئة وتمويلها عبر إنشاء آلاف الحسابات الوهمية على تويتر، وغيرها من موقع التواصل الاجتماعي الأشهر والأكثر تداولًا في الخليج، وبما يشمل التعليق في نفس الوقت على قضية واحدة بشكل مبرمج لتصبح في قوائم التريند المحلية والعالمية.
في ما يتعلق بالنشطاء الحقوقيين، تقوم مجموعات الذباب الإلكتروني باستهدافهم وتشويه صورتهم أمام الرأي العام في بلدانهم بوصفهم عملاء للخارج أو اتهامهم بنشر ”أخبار كاذبة” لإثارة الفتن والطائفية والكراهية” و”الإضرار بسمعة الدولة ومكانتها”.